الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة المنتخب التونسي، بين كمّاشة « الكاف» والغينيين ..وقمع «ليكنز» للصحفيين !

نشر في  28 جانفي 2015  (14:34)

حقّق المنتخب الوطني التونسي المهم خلال مشاركته في نهائيات كأس أمم افريقيا في انتظار الأهم طبعا، وتأهل بامتياز للدور ربع النهائي وفي طليعة ترتيب مجموعته بعد تعادلين وفوز وحيد تحقق على حساب المنتخب الزمبي.. تأهل المنتخب وبدأت أحلام التونسيين تكبر للذهاب بعيدا في هذا «المونديال الافريقي» خصوصا في ظل تقارب مستوى المنتخبات المشاركة في هذه الدورة وهو ما يُبقي كل الفرضيات ممكنة خاصة وأن كرة القدم لا تعترف بالمنطق في الكثير من المناسبات، ناهيك وأن منتخبات عديدة وقع ترشيحها على الورق للصعود على منصات التتويج في كؤوس العالم والبطولات القارية والإقليمية خرجت صفر اليدين وخيّبت الآمال والانتظارات، وبالتالي انطلاقا من هذه الوقائع واعتمادا على خصوصية لعبة كرة القدم التي تبقى مفتوحة على كل الاحتمالات نعتقد أن منتخبنا قادر على صنع الحدث في هذه النهائيات رغم نقائصه العديدة وتراجع مردود بعض عناصره المؤثرة نتيجة ابتعادها عن المباريات..
ومادمنا نتحدث عن النقائص والسلبيات التي يشكو منها منتخبنا مثلما هو الحال لأي منتخب آخر لديه نقاط ضعف وقوة، أردت التعريج على ردود الفعل التي أتاها المدرب «جورج ليكنز» على ملاحظات وانتقادات بعض الفنيين والمحللين الذين تحدثوا في إطار مهماتهم عن النقائص والاختيارات الفنية «للكوتش» وهو ما أغضب هذا الأخير الذي تصرّف بطريقة ليست حضارية وفيها الكثير من التشنج، وقد وصل به الأمر إلى حد منع الصحفيين وممثلي وسائل إعلامية من القيام بالاستجوابات المباشرة والفورية بعد مباراة الكونغو الديمقراطية.. وهو تصرّف غير مسؤول، فيه تجنّ كبير على الجمهور الرياضي العريض وعلى حقّه في الحصول على المعلومة.
صراحة ما أتاه السيد ليكنز هو عيب لم يكن ليصدر منه لو عرف حدوده ولو وقع تذكيره بمهمته الأساسية ألا وهي تدريب المنتخب وتحقيق النتائج المرجوّة التي انتُدب من أجلها دون الإلتفات والتركيز مع ما يقوله المحللون والفنيون أو محاولة إيهام الناس أن الآراء الصادرة من هذا المحلل أو ذاك فيها تصفية حسابات أو الهدف منها الإنقلاب على المدرب.. ولا شك ان مثل هذه الممارسات التي يجب أن تتوقّف حالا تُعيد لنا العقلية الاستعمارية الراسخة لدى «بو برطلّة» الذي يعتبر نفسه أكبر من الجميع وأن «قشرته» أو لغته أو جنسيته تسمح له بممارسة هذا التعسّف على الصحفيين والتونسيين..
بصراحة أود ألاّ أعطي هذا الموضوع حجما أكثر من حجمه في هذه الفترة التي يستعد خلالها منتخبنا لمباراة غينيا الاستوائية المصيرية، والتي تستوجب من ليكنز قبل غيره التركيز على المواجهة والمنافس وإصلاح ما ظهر من أخطاء ونقائص والابتعاد عن القيل والقال «والتلكليك» اللذان قد يُعجّلان برحيله ويُؤزّمان علاقته بالجمهور..
نحن نحترم هذا المدرب ونتمنى له النجاح في مهمّته لأن في نجاحه نجاحا لتونس، لكن نرفض من باب عزتنا وكرامتنا واستقلالنا وحريتنا وانتمائنا لهذا الوطن الغالي، نرفض مثل هذه الممارسات وهذه الديكتاتورية وعقلية التسلّط والعبودية التي يحاول أن يفرضها البلجيكي في بلد الـ3 آلاف سنة حضارة..
نغلق القوس وأتمنى ألاّ نُجبر على العودة لهذا الموضوع لان ما يُهمنا وما يُشغلنا هو منتخبنا ومباراته القادمة التي يجب أن نستعد لها على الوجه الأكمل فوق الميدان وأيضاً في الكواليس لأننا نشتمّ صراحة رائحة الغدر والإنحياز المفضوح من «الكاف» إلى بلد الفريق المنظم وهو ما يجب أن ينتبه إليه المسؤولون هناك لتصدّي لكل محاولات عرقلة منتخبنا في غينيا الاستوائية.

بقلم: عادل بوهلال